وفاة الأسطورة الامريكي "براينت" يسبب صدمة عالمية
الاثنين, 27 يناير 2020 10:36

طفل يقف أمام رسمة لكوبي براينت في فنزويلا (أ.ب) أحدث مصرع كوبي براينت أسطورة دوري كرة السلة الأميركي للمحترفين في حادث تحطم مروحية أدى إلى مقتل ثمانية أشخاص آخرين بينهم ابنته جيانا (13 عاماً)، «ألماً لا يمكن وصفه» في الولايات المتحدة وعبر البحار، وتصدر خبر الوفاة العناوين، ليس فقط في الولايات المتحدة، بل في أرجاء العالم كافة.

ولقي براينت، المتوج بلقب الدوري الأميركي خمس مرات بقميص لوس أنجليس ليكرز، إضافة إلى ذهبيتين أولمبيتين مع منتخب بلاده، حتفه أمس (الأحد) نتيجة تحطم مروحية كانت تقله في كالاباساس، مدينة لوس أنجليس جنوب ولاية كاليفورنيا، حسبما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية. وأعرب مفوض الدوري الأميركي آدم سيلفر عن حزنه الكبير، قائلاً: «عائلة الـ(إن بي إيه) حزينة للوفاة المأساوية لكوبي براينت وابنته جيانا. على مدى 20 موسماً، أظهر كوبي ما هو ممكن حين تلتقي الموهبة مع الرغبة الكبيرة للفوز. كان أحد أفضل اللاعبين في تاريخ لعبتنا محققاً إنجازات أسطورية... ولكننا سنتذكره بشكل أكبر لأنه ألهم الأشخاص من حول العالم لالتقاط كرة سلة والمنافسة بأفضل ما لديهم». ولم يكن رأي أسطورة شيكاغو بولز مايكل غوردن الذي لطالما شُبِهَ براينت به، مختلفاً عن سيلفر إذ نعى «بلاك مامبا» بالقول إنه سيتم تذكر براينت كأحد أعظم اللاعبين في اللعبة، مضيفاً: «لا يمكن للكلمات أن تصف الألم الذي أشعر به». وأضاف غوردن المتوج بلقب الدوري ست مرات: «أحببت كوبي، لقد كان بمثابة الأخ الصغير بالنسبة لي». وتكررت هذه المشاعر من قبل العملاق شاكيل أونيل الذي توج بثلاثة ألقاب بصحبة براينت في زمالة شابتها بعض التوترات. وقال أونيل في حسابه على «تويتر»: «لا توجد هناك كلمات تعبر عن الألم الذي أشعر به جراء كارثة خسارة ابنة أخي جيجي وأخي. كوبي براينت، أحبك وسأفتقدك. تعازي الحارة لعائلة براينت وعائلات الضحايا الذين سقطوا في الحادث. أشعر بالإعياء في الوقت الحالي (من شدة الحزن)». ورأى نجم الملاكمة الفليبيني ماني باكياو، المعروف بعشقه لكرة السلة، أن «العالم خسر اليوم أسطورة، لكن التأثير والإرث اللذين تركهما خلفه سيستمران إلى الأبد». وأهدى نجم المنتخب البرازيلي لكرة القدم نيمار الهدف الثاني الذي سجله لفريقه باريس سان جرمان ضد ليل (2 - صفر) الأحد في الدوري الفرنسي إلى روح براينت، واصفاً وفاة الأخير بأمر «محزن للغاية لعالم الرياضة ولنا جميعاً، ليس فقط لمحبي كرة السلة وذلك بسبب كل ما فعله من أجل الرياضة».

 وتذكر أسطورة الغولف الأميركي تايغر وودز الذي بدأ مسيرته الاحترافية في نفس العام الذي دخل فيه براينت إلى الدوري الأميركي في 1996. الصفات التنافسية للأخير وأهم ما رأى فيه «النار»، موضحاً: «كان تنافسياً بشكل حارق جداً. كانت لديه رغبة شديدة للفوز، وقد أحضرها معه كل ليلة (في كل مباراة)». وتابع وودز: «في أي وقت كان في المباراة، كان يتولى مراقبة أفضل لاعب (في الفريق الخصم) ويحجمه طيلة 40 دقيقة. أعتقد أن هذه إحدى أفضل صفاته طوال مسيرته». وعاد وودز الذي عانى بدوره من إصابات خلال مسيرته الأسطورية، بالذاكرة إلى الفترة التي تعرض خلالها براينت لتمزق في وتر أخيل، لكنه بقي على أرض الملعب من أجل تنفيذ رميتين حرتين. كانت تلك مجرد واحدة من اللحظات المميزة التي دونها براينت في مسيرته، لكن بالنسبة إلى كثيرين الحزن ناجم عما كان بإمكانه أن يحققه بعد أن أنهى مسيرته في الدوري الأميركي للمحترفين عام 2016. ورأى الرئيس الأسبق للولايات المتحدة باراك أوباما، العاشق لكرة السلة، في تغريدة على «تويتر» أن «كوبي كان أسطورة في الملعب، وبدأ للتو ما يمكن أن يكون بنفس القدر من أهمية في الفصل الثاني من حياته». 

وبالنسبة لأسطورة بوسطن سلتيكس لاري بيرد فإن «نجمه كان مستمراً في الارتفاع يومياً ولم يكن يعرف حدوداً بسبب مواهبه الفكرية والإبداعية الكثيرة ورغبته في رد الجميل للآخرين. كان شغفه باللعبة وعائلته والآخرين واضحاً في كل ما أنجزه». وفي لوس أنجليس، تجمهر المشجعون بالقرب من مكان الحادث وخارج مركز تمارين ليكرز من أجل تذكر براينت والضحايا، كما تجمع آخرون خارج ملعب الفريق «ستايبلس سنتر»، حيث ألقى مصرع براينت بظلاله على حفل توزيع جوائز «غرامي» لأفضل الأعمال الموسيقية. وتوجهت مقدمة الحفل المغنية والمؤلفة أليشيا كيز إلى الحضور بالقول: «ها نحن، معاً، في أهم أمسية للموسيقى من أجل الاحتفال بأفضل الفنانين. لكن لكي أكون صادقة معكم، نشعر جميعاً بحزن هائل الآن.

أنه في وقت سابق من اليوم، فقدت لوس أنجليس وأميركا والعالم بأسره بطلاً. ونقف هنا وقلبنا محطم حرفياً في قلب المنزل (ستايبلس سنتر) الذي بناه كوبي براينت». altونشر الممثل الأميركي ويل سميث عبر حسابه على «إنستغرام» صورة قديمة تجمعه ببراينت.

 كما نعى أسطورة كرة السلة قائد فريق ريـال مدريد الإسباني، سيرغيو راموس، وكتب عبر صفحته الرسمية عبر «فيسبوك»: «لا أستطيع تصديق ذلك. كنت كرة السلة والعاطفة والتألق والعقل الرابح وأخلاقيات عملك. كنت قائداً عبقرياً للجميع». وعلى صعيد اهتمامات الصحف، خرجت مجلة «سبورتس إيلوسترايتد» الأميركية بصورة لابن الـ41 عاماً الذي اعتزل اللعب عام 2016، بالأبيض والأسود، كاتبة «كوبي براينت، 1978 - 2020». وكتب بيل بلاشك في «لوس أنجليس تايمز»، صحيفة المدينة التي تعشق براينت: «كيف يحدث ذلك؟ كوبي أقوى من أي مروحية. لم يكن بحاجة حتى إلى مروحية. طار إلى العظمة طيلة 20 عاماً، حاملاً معه مدينة خُطِفَت أنفاسها». وفي الطرف الآخر من البلاد على الساحل الشرقي، نشر موقع صحيفة «نيويورك تايمز» نبذة مطولة عن براينت، مشيداً بـ«مسيرته الاستثنائية»، مع ذكره لتهمة الاغتصاب التي وجهت للاعب عام 2003 في كولورادو قبل أن تسقط الدعوى. وكتب جايسون غراي في صحيفة «وول ستريت جورنال» مقالاً بعنوان «ماذا يعني كوبي براينت؟»، معتبراً أن نجم ليكرز السابق «جسد الشخص المهيمن (ألفا) في الرياضة المعاصرة». وتابع: «في الملعب، كان (ألفا) حقاً، للأفضل، وأحياناً للأسوأ، في العظمة والهزيمة، مطالباً بحمل المباراة بأكملها على كتفيه عندما تكون الأمور على المحك، وحتى عندما لا تكون كذلك بتاتاً». وعم الحزن القارة الأوروبية بنفس القدر، لا سيما في إيطاليا حيث قضى براينت جزءاً من طفولته بصحبة والده الذي كان محترفاً هناك. وخرجت صحيفة «غازيتا ديلو سبورت» بعنوان «لا تراجيديا»، أي المأساة بالإيطالية، مذكرة بقدرة براينت على «تحدث الإيطالية بطلاقة» أثناء إقامته في البلاد. ونشرت الصحيفة أيضاً مقطع فيديو لبراينت أيام الصغر يلعب كرة السلة في بيستويا، توسكانا.  وبدورها، استذكرت صحيفة «كورييري ديلو سبورت» عشق براينت لإيطاليا وكرة القدم، حيث كان من مشجعي نادي ميلان، ناقلة عن أسطورة روما والمنتخب الإيطالي فرانشيسكو توتي قوله إنه كان «شرفاً لي أن أتعرف على البطل الأميركي». وفي فرنسا، حيث عاش براينت لفترة وجيزة أيضاً عندما كان مراهقاً، كرست صحيفة «ليكيب» الرياضية تسع صفحات لموت النجم، أسفل صورة لبراينت ومن خلفه الأفق الباريسية. واستذكرت «ليكيب» تصريح لبراينت أدلى به للصحيفة عام 2017 قال فيه بأن «كرة السلة وحدها لا تحدد شخصيتي». وتحدثت «ماركا»، المجلة الرياضية الأكثر شعبية في إسبانيا، عن «الألم والمجد» بعد مصرع براينت، فيما كتب روي وارد في صحيفة «سيدني مورنينغ هيرالد» الأسترالية: «يُنهَكُ معظم اللاعبين من ماراثون الدوري الأميركي للمحترفين أو يستنفذون طاقاتهم بسبب 82 مباراة، بالإضافة إلى الأدوار الإقصائية (بلاي أوف)، سنة بعد سنة»، مستطرداً بأن كوبي كان أحد النادرين الذين خالفوا القاعدة لأنه «عمل على نفسه حتى يتمكن من الوقوف في كل رحلة على الطريق (مباراة خارج ملعب فريقه)، كل إصابة، كل صافرة استهجان، كل تسديدة خاطئة وكل خسارة». ورغم انشغال البلاد بوباء كورونا القاتل الذي أصيب به أكثر من 2700 شخص في أنحاء البلاد، أحدث مصرع براينت صدمة كبيرة جداً في الصين، العاشقة لكرة السلة وحيث يحظى نجم ليكرز السابق بمكانة خاصة جداً. فقد شوهد وسم «كوبي مات» أكثر من 1.2 (واحد واثنين من عشرة) مليار مرة على شبكة «ويبو» الاجتماعية الموازية لـ«تويتر»، ونشرت أكثر من مليون رسالة بعد ساعات قليلة من إعلان وفاته. وكتب أحد مستخدمي الإنترنت الصينيين «كوبي ليس لاعب كرة سلة، إنه مدرب حياتي»، فيما رفض آخر تصديق خبر وفاة مثاله الأعلى، كاتباً أن الخبر «مزيف، مزيف، لا أستطيع أن أصدق ذلك». وفي رسالته الأخيرة المنشورة في حسابه على موقع «ويبو»، أرسل براينت تمنياته لمشجعيه الصينيين بمناسبة السنة القمرية الجديدة، قائلاً: «أتمنى لكم السعادة والصحة والسحر الداخلي لمزيد من النجاح في عام الجرذ» بحسب تقويم الأبراج في الصين.